مهرجان "سيني ليبري" شهد موقفاً قوياً من السينمائيين البلغاريين تضامناً مع القضية الفلسطينية. |
في موقف تضامني لافت، نقل فنانون ومبدعون في بلغاريا مشاعر التضامن مع ضحايا الحرب الإسرائيلية في غزة إلى قلب المشهد السينمائي، وذلك بالتزامن مع افتتاح مهرجان "سيني ليبري" (CineLibri)، أحد أبرز المهرجانات السينمائية في البلاد، في العاشر من أكتوبر الجاري.
وقد أطلق أكثر من 400 فنان ومبدع بلغاري مذكرة تدعو إلى مقاطعة رعاية السفارة الإسرائيلية للمهرجان، معتبرين أن هذا التعاون "يشرعن مصالح وأجندة سياسية لدولة تتحمل مسؤولية مباشرة عن التدمير المنهجي للحياة والثقافة الفلسطينية".
مخرجون كبار يتصدرون قائمة الموقعين
ضمت قائمة الموقعين على المذكرة أسماءً بارزة في صناعة السينما البلغارية، من بينهم المخرج كونستانتين بوجانوف، الذي عُرض فيلمه "عديمو الخجل" في مهرجان كان، والمخرجة راليتسا بتروفا، الحائزة على جائزة مهرجان لوكارنو الذهبية عن فيلمها "بِزْبُوغ".
وجاء في نص المذكرة: "في خضم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وللسنة الثانية على التوالي، ينظم سيني ليبري أمسية احتفالية خاصة لإسرائيل... هذا ليس فقط غير لائق، ولكنه أيضاً يستوجب الإدانة الأخلاقية". ودعا الموقعون المؤسسات الثقافية في بلغاريا إلى اتخاذ موقف أخلاقي ضد ما وصفوه بـ "غسل الإبادة الجماعية والفصل العنصري ثقافياً".
إدارة المهرجان تتراجع وتتهم الموقعين
أمام ضغط المذكرة، تفاعلت إدارة المهرجان برئاسة جاكلين فغنشتاين، المعروفة بتأييدها لإسرائيل، بشكل سريع. حيث تم إلغاء الاحتفال الخاص بالسينما الإسرائيلية والأمسية التي كانت مخصصة للسفير الإسرائيلي. كما تم سحب فيلم "رسالة من داود"، الذي يتناول أحداث 7 أكتوبر من وجهة نظر إسرائيلية، من برنامج العروض دون إبداء أسباب واضحة.
وفي تصريحات لاحقة للإذاعة الوطنية البلغارية، بررت فغنشتاين قرار الإلغاء بـ "عدم القدرة على المخاطرة بسلامة الحضور ومخرج الفيلم" بسبب ما وصفته بـ "أعمال التخريب والمضايقات". كما اتهمت في منشور على فيسبوك الداعمين للعريضة بأنهم "معادون للسامية".
"اختراق إيجابي للمشهد الثقافي"
من جانبها، اعتبرت سفتيلا تورنين، وهي منتجة بلغارية كندية شاركت في تنظيم العريضة، أن هذه الحركة استلهمت فكرتها من "حركة صناع السينما العالميين لأجل فلسطين".
وفي تصريح للجزيرة نت، أعربت تورنين عن سعادتها بالزخم الذي حققته العريضة، ورأت فيه "اختراقاً إيجابياً طال انتظاره للمشهد الثقافي البلغاري"، مؤكدة على أهمية دور الفن في تشكيل الوقائع الاجتماعية والسياسية ورفض ما يعرف بـ "تبييض الفن" (Artwashing).