 |
| رايلا أودينجا، زعيم المعارضة الكيني ورئيس الوزراء السابق، الذي رحل عن عمر 80 عاماً. |
أعلنت الرئاسة الكينية، اليوم الأربعاء، عن وفاة رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة المخضرم، رايلا أودينجا، عن عمر يناهز 80 عاماً، وذلك أثناء تلقيه العلاج في مستشفى بالهند.
ونعى الرئيس الكيني ويليام روتو الفقيد في خطاب متلفز للأمة، واصفاً إياه بأنه "منارة للشجاعة" و"أبو الديمقراطية في كينيا". وأعلن روتو عن فترة حداد وطني لمدة سبعة أيام، مؤكداً أن أودينجا سيُمنح جنازة رسمية بكامل التشريفات العسكرية.
تفاصيل الوفاة المفاجئة في الهند
جاءت وفاة أودينجا بشكل مفاجئ، حيث انهار أثناء نزهة صباحية ونُقل إلى مستشفى ديفاماتا في الهند. وأفاد المستشفى بأن الزعيم الكيني تعرض لأزمة قلبية حادة، ولم يستجب لمحاولات الإنعاش، وتم إعلان وفاته رسمياً في الساعة 9:52 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وعلى الرغم من انتشار تكهنات حول صحته في الأسابيع الأخيرة، إلا أن عائلته وحلفاءه السياسيين كانوا ينفون باستمرار التقارير التي تشير إلى أنه في حالة حرجة. ومن المقرر أن يتم نقل جثمانه إلى العاصمة نيروبي خلال الساعات القادمة.
مسيرة حافلة بالنضال والمصالحات السياسية
قضى رايلا أودينجا سنوات طويلة من حياته كأبرز وجه للمعارضة في كينيا، حيث خاض خمس حملات رئاسية خسرها جميعاً، كان آخرها قبل ثلاث سنوات. ارتبط اسمه بالنضال من أجل الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان صاحب الرقم القياسي كأطول سجين سياسي خدمة في تاريخ كينيا، حيث تم اعتقاله مرتين في عهد الرئيس السابق دانيال آراب موي.
وعلى الرغم من خلافاته السياسية الحادة، عُرف أودينجا بقدرته على عقد مصالحات تاريخية مع خصومه من أجل الوحدة الوطنية. فبعد الانتخابات المتنازع عليها عام 2007، والتي أدت إلى أسوأ أزمة في تاريخ البلاد، وافق على اتفاق لتقاسم السلطة أصبح بموجبه رئيساً للوزراء. وفي عام 2018، فاجأ الأمة بمصافحته الشهيرة مع الرئيس آنذاك أوهورو كينياتا، منهياً أشهراً من التوتر. ومؤخراً، انضم إلى حكومة الرئيس الحالي ويليام روتو، في خطوة دافع عنها باعتبارها ضرورية للوحدة الوطنية.
ردود فعل دولية واسعة
توالت رسائل التعزية من قادة العالم، حيث وصفه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه "رجل دولة فذ وصديق عزيز للهند". فيما قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إنه "قائد وضع مصالح بلاده وقارته أولاً".
وقد ألهم أودينجا، نجل أول نائب رئيس لكينيا، قاعدة جماهيرية واسعة ومخلصة طوال مسيرته، وأطلق عليه أنصاره ألقاباً مثل "بابا" (الأب) و"أغوامبو" (فعل إلهي)، تاركاً وراءه فراغاً سياسياً كبيراً وإرثاً سيظل يشكل مصير كينيا لأجيال قادمة.