في يوم شهد اضطراباً رقمياً واسع النطاق، تعرضت وحدة الحوسبة السحابية لشركة أمازون (AWS) لانقطاع عالمي أدى إلى شلل في خدمات عدد هائل من أشهر المواقع والتطبيقات حول العالم. وبينما كان المستخدمون يواجهون صعوبات في الوصول إلى خدمات مثل فيسبوك، سناب شات، ولعبة فورتنايت، كانت المفارقة أن أسواق المال في وول ستريت تجاهلت الأزمة التقنية تماماً، مسجلةً ارتفاعات قوية في مستهل أسبوع حافل بالترقب الاقتصادي.
تفاصيل الانقطاع العالمي وتأثيره الواسع
أعلنت شركة أمازون عن مواجهتها لمشاكل اتصال متجددة في خدماتها السحابية AWS، وذلك بعد أن كانت قد صرحت في وقت سابق بأنها "خففت بالكامل" من تأثير الانقطاع الأول. هذا الاضطراب لم يكن مجرد مشكلة داخلية، بل كان له تأثير الدومينو على شبكة الإنترنت بأكملها، نظراً لاعتماد آلاف الشركات على البنية التحتية لأمازون. وفقاً لموقع Downdetector، الذي يتتبع انقطاعات الإنترنت، تم تسجيل أكثر من 6.5 مليون بلاغ من المستخدمين في جميع أنحاء العالم. شملت قائمة المتضررين أسماء عملاقة في مختلف القطاعات، منها شركات طيران أمريكية مثل "دلتا" و"يونايتد"، وبنوك كبرى، ومنصة تداول العملات المشفرة "كوين بيس"، وحتى شركة الذكاء الاصطناعي Perplexity. وأكدت أمازون أن عملياتها تعود ببطء إلى طبيعتها، لكن الحادثة كشفت عن مدى هشاشة النظام الرقمي العالمي واعتماده على عدد محدود من عمالقة التكنولوجيا.
الأسواق المالية في عالم آخر: الأرباح والحرب التجارية تتصدران المشهد
على عكس الفوضى التي شهدها عالم التكنولوجيا، كانت الأجواء في وول ستريت احتفالية. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.8%، ومؤشر S&P 500 بنسبة 1%، بينما قاد مؤشر ناسداك المجمع للشركات التكنولوجية المكاسب بارتفاع تجاوز 1.4%. وكان من أبرز أسباب هذا الصعود هو الارتفاع الكبير في سهم شركة آبل، الذي وصل إلى مستوى قياسي جديد مدفوعاً بالطلب القوي على هاتف آيفون 17. يبدو أن المستثمرين قرروا وضع قائمة طويلة من المخاوف جانباً، بما في ذلك أزمة AWS، والتركيز بدلاً من ذلك على موسم الأرباح الذي ينطلق بقوة هذا الأسبوع. تتجه الأنظار إلى تقارير شركات كبرى مثل تسلا، إنتل، ونتفليكس. كما ساهم هدوء جبهة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز التفاؤل، حيث صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن العلاقات مع بكين شهدت "تراجعاً في التصعيد" وأن المحادثات ستُستأنف هذا الأسبوع.
عوامل أخرى تشكل المشهد الاقتصادي
إلى جانب التفاؤل الحذر، لا تزال هناك عوامل أخرى تؤثر على الاقتصاد الأمريكي. يستمر إغلاق الحكومة الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي، مما أدى إلى تأخير صدور بيانات التضخم والوظائف المهمة لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، من المقرر أن يصدر مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر يوم الجمعة، وهو ما قد يؤثر على مسار أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل. على صعيد آخر، يراقب المستثمرون بقلق تداعيات إفصاح بنك Zions الإقليمي عن قروض متعثرة مرتبطة بالاحتيال، مما أثار مخاوف بشأن جودة الائتمان في الولايات المتحدة. وفي إشارة إلى تخفيف حدة الموقف التجاري، صرح الرئيس دونالد ترامب بأن القضايا الرئيسية مع الصين تتركز في "المعادن النادرة، والفنتانيل، وفول الصويا"، مما زاد من الآمال بإلغاء التعريفات الجمركية الإضافية بنسبة 100% التي كان من المقرر فرضها في الأول من نوفمبر.