المناطق الجليدية الشاسعة في سيبيريا قد تخفي فيروسات قديمة تعود للحياة مع تغير المناخ. |
في اكتشاف يثير القلق ويثبت أن الخيال العلمي قد يصبح حقيقة، نجح فريق من العلماء الأوروبيين في إحياء مجموعة من الفيروسات القديمة التي كانت مجمدة في التربة الصقيعية بسيبيريا منذ ما يقرب من 50,000 عام، وأطلقوا عليها اسم "فيروسات الزومبي".
ويأتي هذا الاكتشاف المثير في ظل تسارع وتيرة ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يفتح الباب أمام مخاوف حقيقية من عودة أمراض قديمة كانت البشرية في غنى عنها.
ما هي "فيروسات الزومبي" المكتشفة؟
الدراسة، التي قادها باحثون من فرنسا وألمانيا وروسيا، قامت بعزل 13 فيروساً قديماً من سبعة مواقع مختلفة في التربة الصقيعية السيبيرية. أقدم هذه الفيروسات، والذي أُطلق عليه اسم "Pandoravirus yedoma"، كان خاملاً تحت قاع بحيرة متجمدة لمدة 48,500 عام.
وعلى الرغم من الفترة الزمنية الهائلة التي قضاها في الجليد، أظهرت هذه الفيروسات قدرتها على استعادة نشاطها وإصابة كائنات حية وحيدة الخلية (الأميبا) في ظروف معملية، وهو ما أكسبها لقب "فيروسات الزومبي".
هل تشكل خطراً على البشر؟
يطمئن الباحثون الجمهور حالياً بأن الفيروسات التي تم إحياؤها لا تصيب إلا الأميبا ولا تشكل أي خطر مباشر على النباتات أو الحيوانات أو البشر. ومع ذلك، فإن الهدف الحقيقي من الدراسة هو دق ناقوس الخطر.
ويحذر العلماء من أن ذوبان التربة الصقيعية قد يطلق فيروسات أخرى غير معروفة كانت محتجزة في الجليد منذ آلاف السنين، والتي قد تكون قادرة على إصابة البشر. وصرح عالم الفيروسات جان ميشيل كلافيري، أحد المشاركين في الدراسة: "الوضع سيكون أكثر كارثية في حالة الأمراض النباتية أو الحيوانية أو البشرية التي تسببها عودة فيروس قديم غير معروف".
تغير المناخ هو المحرك الأساسي للخطر
يؤكد التقرير أن ربع نصف الكرة الشمالي مغطى بالتربة الصقيعية، وهي طبقة من التربة المتجمدة بشكل دائم. ومع ارتفاع درجات حرارة الكوكب، تذوب هذه الطبقة بمعدل متسارع، مما يطلق غازات دفيئة مثل الميثان وميكروبات قديمة كانت في حالة سبات.
هذا الاكتشاف ليس مجرد قصة غريبة، بل هو تذكير ملموس بالآثار غير المتوقعة والخطيرة التي يمكن أن يحدثها تغير المناخ على كوكبنا.