شريط الأخبار
blogger-facebook[1169604167602112]-disqus[spark-template]

وباء الرقص الغامض في ١٥١٨: حين رقصت مدينة ستراسبورغ حتى الموت

في يوليو من عام ١٥١٨، شهدت مدينة ستراسبورغ، التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة، حدثاً يُعد من أغرب الظواهر في تاريخ البشرية، حيث بدأ وباء غامض جعل الناس يرقصون في الشوارع بلا توقف لأسابيع، حتى سقط الكثير منهم موتى بسبب الإرهاق، وهو ملف فريد من قسم منوعات ما زال يثير حيرة المؤرخين والعلماء،

بداية الوباء: رقصة فراو تروفيا

بدأت القصة بامرأة واحدة تُدعى فراو تروفيا، خرجت إلى الشارع فجأة وبدأت ترقص بحماسة، استمر رقصها المنفرد ما بين أربعة وستة أيام، وفي غضون أسبوع، انضم إليها ٣٤ شخصاً آخرين، ومع نهاية الشهر، بلغ عدد الراقصين في شوارع ستراسبورغ نحو ٤٠٠ شخص،

كان المشهد غريباً ومقلقاً، فالراقصون لم يكونوا يبدون سعداء، بل كانوا في حالة تشبه الغيبوبة، يرقصون بحركات تشنجية حتى تسيل دماؤهم من أقدامهم، وفي ذروة الوباء، كان يموت نحو ١٥ شخصاً يومياً بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو الإرهاق التام،

رد فعل السلطات الكارثي

في مواجهة هذا الحدث الغريب، اجتمعت السلطات المدنية والكنسية بالمدينة لاستشارة الأطباء المحليين، استبعد الأطباء الأسباب الفلكية أو الخارقة للطبيعة، وشخّصوا الحالة على أنها "حمى طبيعية" ناجمة عن "الدم الحار"، وبناءً على هذا التشخيص، لم تكن نصيحتهم هي إجبار الناس على الراحة، بل كانت العكس تماماً،

أوصى الأطباء بأن العلاج هو إتاحة المجال للناس ليرقصوا حتى تزول الحمى من أجسادهم، وبناءً على ذلك، قامت السلطات ببناء مسرح خشبي في الهواء الطلق، وخصصت قاعات للراقصين، بل ووظفت موسيقيين وعازفي طبول محترفين لتشجيع الناس على مواصلة الرقص، وهو قرار زاد من تفاقم المأساة،

النظريات المفسرة: بين الخرافة والعلم

على مر القرون، حاول المؤرخون والعلماء تقديم تفسيرات مختلفة لهذا الوباء الغريب، وتظل أشهر النظريات محل نقاش حتى اليوم،

النظرية التفسير نقاط القوة والضعف
الأسباب الخارقة للطبيعة اعتقد السكان المحليون أن الوباء هو لعنة من القديس فيتوس، الذي كان يُعتقد أن لديه القدرة على معاقبة الخطاة بإجبارهم على الرقص، كانت هذه النظرة السائدة في ذلك العصر، لكنها لا تقدم تفسيراً علمياً،
التسمم الغذائي (فطر الإرغوت) تقترح هذه النظرية أن الراقصين تناولوا خبزاً مصنوعاً من حبوب الجاودار المصابة بفطر الإرغوت، الذي يسبب تشنجات وهلوسة، على الرغم من أن الأعراض تتشابه جزئياً، فإن المصابين بتسمم الإرغوت عادة ما يكونون غير قادرين على تنسيق حركاتهم للرقص بهذه الطريقة،
المرض النفسي الجماعي هي النظرية الأكثر قبولاً اليوم، وتقترح أن الوباء كان حالة من الهستيريا الجماعية الناجمة عن الضغوط النفسية الشديدة، عانت منطقة ستراسبورغ في تلك الفترة من مجاعات وأمراض وفقر مدقع، مما جعل السكان عرضة للاضطرابات النفسية التي يمكن أن تظهر في أشكال جسدية غريبة،

نهاية الطاعون

عندما فشلت خطة "الرقص العلاجي" بشكل كارثي، أدركت السلطات أن قرارها كان خاطئاً، وبدأت في حظر الموسيقى والرقص في الأماكن العامة، وأخذت الراقصين الباقين إلى مزارات دينية للصلاة من أجل شفائهم، ومع مرور الوقت، بدأ الوباء في الانحسار تدريجياً حتى اختفى تماماً،

تظل قصة طاعون الرقص عام ١٥١٨ واحدة من أغرب الأحداث المسجلة في التاريخ، فهي تذكير بأن العقل البشري، تحت وطأة الضغط الشديد، يمكن أن ينتج ظواهر تفوق الخيال، وتستمر في جذب اهتمام كل من يبحث عن غرائب العالم وقصص أخبار الماضي التي لا تزال بلا تفسير قاطع،

وباء الرقص الغامض في ١٥١٨: حين رقصت مدينة ستراسبورغ حتى الموت
Algohary

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال

        websitemonafizamazonandroidfindersafariapplebasecampbehancebloggerchromedeliciousdeviantartdiscorddribbbledropboxellomessengerfacebookfirefoxflickrgithubgoogle-drivegoogle-playIEinstagramjoomlakafilkhamsatkicklanyrdlastfmlinkedinlinuxedgeonedrivewindowsmostaqlnpmoperapatreonpaypalpinterestquoraredditrenrenrsssina-weiboskypesnapchatsoundcloudstack-overflowsteamstumbleupontelegramthreadstiktoktradenttrellotumblrtwitchtwittervimeovinevkwhatsappwordpressXxingyahooyoutube