شريط الأخبار
blogger-facebook[1169604167602112]-disqus[spark-template]

فيضان دبس السكر العظيم: الكارثة الغريبة التي أغرقت بوسطن

في ظهيرة يوم شتوي دافئ بشكل غير معتاد في 15 يناير 1919، شهدت مدينة بوسطن الأمريكية كارثة لا مثيل لها في تاريخ الكوارث الصناعية. لم يكن فيضاناً من الماء، ولا حريقاً هائلاً، بل كان تسونامي لزجاً من دبس السكر الخام. انفجر خزان ضخم وأطلق العنان لموجة قاتلة أغرقت جزءاً من المدينة، تاركة وراءها دماراً ورائحة حلوة ستظل عالقة في ذاكرة بوسطن لعقود طويلة.

الكارثة في قلب بوسطن: خزان على وشك الانهيار

في حي "نورث إند" التجاري المزدحم، كان يقف خزان فولاذي عملاق يبلغ ارتفاعه 15 متراً وقطره 27 متراً، تابع لشركة "Purity Distilling Company". كان الخزان يحتوي على ما يقرب من 8.7 مليون لتر من دبس السكر (العسل الأسود)، والذي كان يستخدم في ذلك الوقت لإنتاج الإيثانول الصناعي اللازم لصناعة الذخائر خلال الحرب العالمية الأولى. لكن هذا الخزان كان قنبلة موقوتة. تم بناؤه على عجل وبدون اختبارات كافية، وكان السكان المحليون يسمعون أصوات أنين وصرير صادرة منه باستمرار، ويشاهدون تسربات دبس السكر الداكنة على جوانبه، حتى أن الأطفال كانوا يجمعون الدبس المتسرب في أكواب، في مشهد ينذر بكارثة وشيكة.

تسونامي من الدبس: لحظة الانفجار

في حوالي الساعة 12:30 ظهراً، وبدون سابق إنذار، سمع دوي انفجار هائل يشبه صوت الرشاشات، قبل أن ينهار الخزان الفولاذي بالكامل. تحررت ملايين اللترات من دبس السكر دفعة واحدة، لتشكل موجة عملاقة يتراوح ارتفاعها بين 2.5 إلى 8 أمتار. اندفعت هذه الموجة اللزجة بسرعة مذهلة بلغت 56 كيلومتراً في الساعة، لتجتاح الشوارع المحيطة كالطوفان. كانت قوة الموجة كافية لانتزاع المباني من أساساتها، وقلب عربات الشحن، وتحطيم جسر للسكك الحديدية، وسحق كل ما في طريقها.

دمار لزج وعواقب وخيمة

كانت الكارثة مروعة. وجد الناس والخيول أنفسهم محاصرين في سيل من الدبس اللزج الذي سرعان ما بدأ يبرد ويتصلب، مما جعل عملية الإنقاذ شبه مستحيلة. لقي 21 شخصاً مصرعهم، إما غرقاً في الدبس أو سحقاً تحت الأنقاض، وأصيب أكثر من 150 آخرين. كانت جهود الإنقاذ بطيئة ومؤلمة، حيث كان رجال الإنقاذ يجدون صعوبة بالغة في التحرك داخل السائل الكثيف. استغرقت عملية تنظيف المدينة أسابيع، واستخدم رجال الإطفاء مياه البحر المالحة لغسل الشوارع والمباني، لكن رائحة الدبس الحلوة ظلت تفوح من المدينة لسنوات طويلة، خاصة في أيام الصيف الحارة.

لماذا كان الدبس قاتلاً؟ السر العلمي وراء الكارثة

قد يبدو من الغريب أن يكون دبس السكر قاتلاً بهذا الشكل، لكن السر يكمن في الفيزياء. كان اليوم دافئاً بشكل غير عادي، مما أدى إلى تخمر الدبس داخل الخزان وزيادة ضغط ثاني أكسيد الكربون. عندما انهار الخزان، تحررت هذه الطاقة الهائلة. الأهم من ذلك، أن دبس السكر مادة "غير نيوتونية"، أي أن لزوجتها تتغير تحت الضغط. عندما تحركت الموجة بسرعة، أصبحت كثيفة وصلبة كالإسمنت، لكن عندما توقفت، تحولت إلى سائل لزج يبتلع ضحاياه. هذا المزيج من السرعة، الكثافة، واللزوجة هو ما جعل هذه الكارثة واحدة من أغرب وأكثر القصص غرابة في تاريخ الولايات المتحدة. أدت الكارثة إلى دعاوى قضائية استمرت لسنوات، وأسفرت في النهاية عن فرض لوائح بناء أكثر صرامة، لتصبح قصة فيضان الدبس العظيم درساً مأساوياً عن عواقب الإهمال الصناعي.

نموذج الاتصال

websitemonafizamazonandroidfindersafariapplebasecampbehancebloggerchromedeliciousdeviantartdiscorddribbbledropboxellomessengerfacebookfirefoxflickrgithubgoogle-drivegoogle-playIEinstagramjoomlakafilkhamsatkicklanyrdlastfmlinkedinlinuxedgeonedrivewindowsmostaqlnpmoperapatreonpaypalpinterestquoraredditrenrenrsssina-weiboskypesnapchatsoundcloudstack-overflowsteamstumbleupontelegramthreadstiktoktradenttrellotumblrtwitchtwittervimeovinevkwhatsappwordpressXxingyahooyoutube