بعد مرور ما يقرب من 29 عاماً على عرضه الأول، عاد مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" ليتصدر حديث الجمهور مرة أخرى، ولكن هذه المرة ليس بسبب إعادة عرضه، بل بسبب جدل واسع أثاره إعلان عن تحضيرات لجزء ثانٍ من العمل. القصة بدأت بحماس شاب من الجيل الجديد، لكنها سرعان ما اصطدمت بموقف حاسم من "حراس" إرث المسلسل الأيقوني، بين رفض فني قاطع وتحذير قانوني صارم.
الشرارة الأولى.. حماس عمر رياض يفتح باب الجدل
بدأ كل شيء عندما أعلن الفنان الشاب عمر محمد رياض، نجل الفنان محمد رياض الذي جسد شخصية "عبدالوهاب" في المسلسل، عبر حسابه على "انستجرام" عن بدء التحضيرات لإنتاج جزء ثانٍ. وأشار إلى أن الجزء الجديد سيشهد مشاركة وجوه شابة إلى جانب أبطال من العمل الأصلي، وأن دوره سيكون امتداداً لشخصية والده. لاقى هذا الإعلان تفاعلاً هائلاً على مواقع التواصل، مما دفع والده الفنان محمد رياض للتعليق بحذر في تصريحات صحفية، موضحاً أن "الموضوع ما زال في طور الفكرة" وأن نجله "يجتهد لصياغة فكرة جديدة وطازجة"، مؤكداً عدم وجود أي شيء رسمي بعد.
الرد الحاسم.. المخرجة رباب حسين ترفض الفكرة
لم يدم الحماس طويلاً، حيث جاء الرد الأول والحاسم من المخرجة رباب حسين، التي عملت كمخرج مساعد في المسلسل الأصلي وهي زوجة مخرجه الراحل أحمد توفيق. عبر حسابها على "فيسبوك"، نفت رباب حسين وجود أي مشروع حالي، ووصفت ما حدث بأنه "سوء فهم". وكشفت عن تفاصيل مهمة، قائلة إن فكرة الجزء الثاني طُرحت مرتين من قبل: مرة في حياة الفنان نور الشريف والكاتب مصطفى محرم ولم تُنفذ، ومرة أخرى منذ سنوات على أن يكتبها نجل الكاتب وتتولى هي إخراجها، لكن المشروع توقف بسبب تعذر الوصول للفنانة عبلة كامل. وأنهت حديثها برفض قاطع للفكرة، مؤكدة أن نجاح المسلسل الأصلي "لا يمكن أن يتكرر"، وطالبت بإغلاق هذا الملف تماماً.
البعد القانوني.. تحذير من ورثة الكاتب مصطفى محرم
لم يقتصر الأمر على الرفض الفني، بل امتد ليشمل تحذيراً قانونياً واضحاً. خرج السيناريست حسين مصطفى محرم، نجل كاتب المسلسل الأصلي، ليؤكد أن حقوق الملكية الفكرية للعمل تعود له ولوالدته فقط. وحذّر أي جهة من محاولة الاقتراب من المسلسل أو إعادة إنتاجه دون الحصول على إذن كتابي من الورثة، مشدداً على أن أي تعدٍ على هذه الحقوق سيعرّض صاحبه للمساءلة القانونية.
لماذا "لن أعيش في جلباب أبي"؟.. سر النجاح المستمر
يعود سبب هذا الجدل الكبير إلى المكانة الخاصة التي يحتلها المسلسل في وجدان الجمهور المصري والعربي. عُرض المسلسل عام 1996، وقدم قصة كفاح "عبد الغفور البرعي" (نور الشريف)، بائع الخردة الذي بدأ من الصفر وبنى إمبراطورية، وقصة حبه مع "فاطمة كشري" (عبلة كامل). قدم العمل مزيجاً فريداً من الكفاح والرومانسية والصراعات العائلية، مما جعله يتربع على عرش الدراما المصرية. وحتى اليوم، لا يزال المسلسل يحظى بشعبية جارفة، وتنتشر صفحات ومجموعات على "فيسبوك" تضم عشرات الآلاف من المعجبين الذين يعيدون مشاهدة وتحليل حلقاته باستمرار، مما يفسر الحساسية الكبيرة تجاه أي محاولة للمساس بهذا الإرث الفني الخالد.