أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً واحداً على الأقل صباح يوم الأربعاء، في أول اختبار من نوعه منذ أشهر، وذلك قبل أيام قليلة من استضافة كوريا الجنوبية لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) وزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يثير تساؤلات حول توقيت هذه الخطوة ورسائلها السياسية،
تفاصيل الإطلاق العسكري
أكدت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أن الجيش الكوري الشمالي أطلق صاروخاً "غير محدد" باتجاه الشرق، بينما أفادت تقارير أخرى بأن الإطلاق شمل "عدة قذائف" يُعتقد أنها صواريخ باليستية قصيرة المدى،
وأوضحت سيول أن الصواريخ أُطلقت حوالي الساعة ٨:١٠ صباحاً من منطقة جنوب العاصمة بيونغ يانغ، وحلّقت لمسافة تقدر بنحو ٣٥٠ كيلومتراً، ويمثل هذا الإطلاق أول اختبار صاروخي باليستي تجريه بيونغ يانغ منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول منصبه في يونيو، والذي كان قد أعلن عن نيته تحسين العلاقات مع الشمال،
توقيت سياسي ودبلوماسي دقيق
يأتي هذا التحرك العسكري في توقيت شديد الحساسية، حيث تستعد مدينة غيونغجو الكورية الجنوبية لاستضافة قمة APEC يومي ٣١ أكتوبر و١ نوفمبر، والتي من المتوقع أن يحضرها قادة عالميون بارزون، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ،
ويرى محللون أن كوريا الشمالية تسعى من خلال هذا الإطلاق إلى تأكيد وجودها وفرض نفسها على أجندة القمة، وهو تكتيك لجأت إليه بيونغ يانغ في مناسبات سابقة، كما يعتبره البعض "رداً على ترامب وتحركاته الأخيرة"، خاصة مع تعبير الرئيس الأمريكي عن أمله في لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مجدداً هذا العام،
المحور | التفاصيل |
---|---|
الحدث | إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى |
المصدر | منطقة جنوب بيونغ يانغ، كوريا الشمالية |
المدى | نحو ٣٥٠ كيلومتراً |
التوقيت | قبل أسبوع من قمة APEC وزيارة ترامب المرتقبة |
الأهمية | أول اختبار صاروخي منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي الجديد منصبه |
مخاوف اقتصادية وتأثير على السياحة
أثار هذا الإطلاق مخاوف بشأن التأثير المحتمل على قطاع السياحة في كوريا الجنوبية، والذي يعد من الوجهات السياحية الشهيرة في شرق آسيا، ومع تجمع قادة العالم في البلاد، فإن التوترات الأمنية قد تؤثر على قرارات السفر لدى السياح ورجال الأعمال على حد سواء،
وقد تشهد وكالات السفر ومنظمو الرحلات السياحية زيادة في إلغاء الحجوزات في اللحظات الأخيرة، خاصة في المناطق القريبة من المنطقة منزوعة السلاح (DMZ)، والتي كانت تعتبر في السابق نقطة جذب سياحي فريدة،
موقف بيونغ يانغ من المفاوضات
على الرغم من التصعيد العسكري، أبقت كوريا الشمالية الباب مفتوحاً أمام الحوار، حيث أعرب كيم جونغ أون عن "ذكريات طيبة" تجاه محادثاته السابقة مع ترامب، وأبدى استعداده للقاء آخر، لكنه اشترط أن تتخلى الولايات المتحدة عن "هوسها الوهمي بنزع السلاح النووي"، وهو المطلب الذي كان دائماً نقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين،
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه بيونغ يانغ تعزيز قدراتها العسكرية، حيث كشفت في وقت سابق من أكتوبر عن ما وصفته بأقوى صاروخ باليستي عابر للقارات لديها، "هواسونغ-٢٠"، خلال عرض عسكري حضره مسؤولون كبار من روسيا والصين، مؤكدة أن مدى هذا الصاروخ "لا يعرف حدوداً"،
خلاصة المشهد
يمثل إطلاق الصواريخ الأخير حلقة جديدة في سياسة "حافة الهاوية" التي تتبعها كوريا الشمالية، حيث تمزج بين الاستعراض العسكري والتلويح بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشروطها الخاصة، وفيما ترفع سيول وحلفاؤها حالة التأهب الأمني، تظل الأنظار متجهة نحو قمة APEC لمعرفة ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى مزيد من التصعيد، أم ستفتح الباب أمام جولة جديدة من الدبلوماسية في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما يظل محور اهتمام متابعي أخبار السياسة الدولية،