الروائي باسم خندقجي يتحدث لوسائل الإعلام المصرية فور وصوله بعد 21 عاماً من الأسر. |
في لحظة إنسانية مؤثرة، وصل الروائي الفلسطيني باسم خندقجي إلى مصر في أول زيارة له، وذلك عقب تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 21 عاماً من الأسر، كان قد حُكم عليه خلالها بالسجن المؤبد ثلاث مرات.
وفور وصوله، وجه خندقجي رسالة قوية، معتبراً أن حريته هي نتاج مباشر لصمود المقاومة في قطاع غزة، حيث قال: "ها أنا اليوم أبعث أسيرًا محررًا من داخل هذه السجون بفضل صمود شعبنا ومقاومته الباسلة والجبارة في قطاع غزة".
وأضاف في تصريحاته الأولى: "أتوجه بأعمق وأصدق عبارات الفخر والاعتزاز إلى شعبنا العظيم في كل مكان، وتحديداً في قطاع غزة. السلام على غزة يوم تقاتل، ويوم تصمد، ويوم تقاوم، والسلام على غزة يوم تبعثنا أحياء من داخل سجون الاستعمار الصهيوني".
من زنزانة الأسر إلى منارة أدبية
لم تكن سنوات الأسر عائقاً أمام إبداع باسم خندقجي، بل حوّل زنزانته إلى ما يشبه "غرفة عمليات ثقافية"، أدار منها مشاريعه الفكرية والأدبية. بدأت رحلته مع الكتابة داخل السجن بمقالات جمعها في كتاب "مسودات عاشق وطن"، مروراً بدواوين شعرية مثل "طقوس المرّة الأولى" و"أنفاس قصيدة ليلية".
لكن بصمته الأبرز كانت في عالم الرواية، حيث قدم للمكتبة العربية أعمالاً هامة مثل "مسك الكفاية"، "نرجس العزلة"، "خسوف بدر الدين"، وصولاً إلى روايته الأخيرة "قناع بلون السماء"، التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2024، وهو إنجاز فريد من نوعه لأسير فلسطيني.
شكر وعرفان للدور المصري
في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة على قناة المحور، عبر خندقجي عن امتنانه العميق لمصر، قيادةً وشعباً، لدعمها المتواصل للقضية الفلسطينية ودورها الحاسم في إنجاح صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
وقال: "وجودي في مصر اليوم هو انتصار، ورغم إبعادي عن وطني إلا أنني أعتبر مصر وطني الثاني، فقد احتضنتنا رسمياً وشعبياً". ووجه رسالة شكر خاصة للرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع القائمين على إنجاح الصفقة، مؤكداً أن الدور المصري يعكس مسؤولية تاريخية تجاه نضال الشعب الفلسطيني.