أعلنت شركة أوبن إيه آي عن خطوة طال انتظارها في عالم تكنولوجيا الإنترنت بإطلاق متصفح الويب الجديد «تشات جي بي تي أطلس»، وهو متصفح مبني بالكامل حول تشات جي بي تي، في تحدٍ مباشر لهيمنة جوجل كروم على السوق،
الفكرة الأساسية وراء «أطلس» هي إعادة التفكير في طريقة استخدام الويب، بدلاً من أن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد ميزة إضافية، يصبح هو النواة التي يعمل بها المتصفح، حيث يتخلى عن شريط العنوان التقليدي، ويتحول إلى ما وصفته الشركة بـ«المساعد الخارق» الذي يفهم ما يحاول المستخدم القيام به،
أبرز ميزات المتصفح الجديد
يوفر «أطلس» مجموعة من الميزات التي تهدف إلى تسهيل التفاعل مع المحتوى عبر الويب،
- وجود دائم لـتشات جي بي تي: يمكن للمستخدم استدعاء تشات جي بي تي في أي نافذة، حيث يفهم المتصفح محتوى الصفحة ويساعد في إنجاز المهام دون الحاجة إلى نسخ ولصق أو مغادرة الصفحة،
- ذاكرة المتصفح: ميزة تتيح لـتشات جي بي تي تذكر السياق من المواقع التي زارها المستخدم، بحيث يمكن طرح أسئلة مثل «اعثر على جميع إعلانات الوظائف التي كنت أنظر إليها الأسبوع الماضي»، وهذه الميزة اختيارية بالكامل ويمكن للمستخدم التحكم فيها وحذفها في أي وقت،
- الوضع الوكيل: ميزة متاحة للمشتركين المدفوعين، تتيح لـتشات جي بي تي التفاعل مع المواقع نيابة عن المستخدم، مثل البحث عن وصفة ثم شراء مكوناتها تلقائياً، أو التخطيط لرحلة وحجزها،
تفاصيل الإطلاق والتوافر
أُطلق «تشات جي بي تي أطلس» عالمياً على نظام «ماك أو إس»، وسيتم توفير إصدارات لأنظمة ويندوز وآي أو إس وأندرويد قريباً، وفيما يلي تفاصيل الفئات المتاحة،
النظام | الفئات المتاحة |
---|---|
ماك أو إس | المستخدمون المجانيون، بلس، برو، جو |
ماك أو إس (بيتا) | الأعمال، المؤسسات، التعليم (بعد موافقة المسؤول) |
ويندوز، آي أو إس، أندرويد | قادمة قريباً |
يمكن للمستخدمين تنزيل المتصفح من موقع الشركة الرسمي، وعند فتحه لأول مرة، يتيح استيراد الإشارات المرجعية وكلمات المرور وسجل التصفح من المتصفح الحالي لتسهيل عملية الانتقال،
التحدي المباشر لجوجل كروم
يأتي إطلاق «أطلس» في وقت يتزايد فيه اعتماد المستخدمين على نماذج اللغة الكبيرة مثل تشات جي بي تي في البحث عن المعلومات، حيث أظهرت الأبحاث أن ٥٫٩٩٪ من عمليات البحث على أجهزة سطح المكتب تمت عبر هذه النماذج حتى يوليو الماضي، وهو أكثر من ضعف الرقم المسجل في العام السابق،
يضع هذا المتصفح شركة أوبن إيه آي في منافسة مباشرة مع شركات مثل جوجل التي تمتلك جوجل كروم، والذي يستحوذ على ٧١٫٩٪ من سوق المتصفحات العالمي، وكانت جوجل قد واجهت قضية احتكار لم تفضِ إلى إجبارها على بيع متصفح كروم، لكن القاضي أشار إلى أن المنافسة من الذكاء الاصطناعي التوليدي تشكل تهديداً للبحث التقليدي،
رؤية المحللين بين الترحيب والتشكك
يرى المحللون أن المستخدمين الأوائل سيقومون بتجربة متصفح أوبن إيه آي الجديد، لكنهم يشككون في قدرته على تشكيل تحدٍ خطير لكروم أو مايكروسوفت إيدج في المدى القصير، حيث أن المستخدمين العاديين والشركات قد ينتظرون حتى تقدم متصفحاتهم المفضلة هذه الإمكانيات، والتي يوفر متصفح إيدج الكثير منها بالفعل،
من ناحية أخرى، قد يكون دمج الدردشة في المتصفح مقدمة لدخول أوبن إيه آي سوق الإعلانات، وهو ما قد يؤثر على حصة جوجل الكبيرة من الإنفاق الإعلاني في هذا القطاع،
يأتي هذا التطور في وقت أعلن فيه سام ألتمان أن تشات جي بي تي وصل إلى ٨٠٠ مليون مستخدم نشط أسبوعياً، ارتفاعاً من ٤٠٠ مليون في فبراير، مما يعكس قاعدة المستخدمين الضخمة التي يمكن أن تستفيد منها الشركة في تسويق متصفحها الجديد،
في النهاية، يمثل «تشات جي بي تي أطلس» فصلاً جديداً في سباق تكنولوجيا المتصفحات والبحث على الإنترنت، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح المحرك الأساسي للتجربة بأكملها، وتبقى الأسابيع القادمة كفيلة بإظهار مدى تقبل المستخدمين لهذا التغيير الجذري،