قمة شرم الشيخ التي هدفت إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ورسم مستقبل المنطقة. |
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب قمة تاريخية في شرم الشيخ بمصر، أن المرحلة القادمة للشرق الأوسط ستكون مختلفة، مشيراً إلى أنه سيقرر ما يراه "صائباً" لمستقبل الفلسطينيين وقطاع غزة، وذلك بالتنسيق مع الحلفاء الإقليميين.
وجاءت تصريحات ترامب بعد توقيعه يوم الإثنين، مع قادة مصر وتركيا وقطر، على وثيقة اتفاق غزة التي أثمرت وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ورداً على سؤال حول حل الدولتين، صرح ترامب من طائرته الرئاسية: "كثيرين يؤيدون حل الدولة الواحدة، وبعضهم يفضل حل الدولتين، سأقرر ما أراه صائباً".
أولويات ترامب: غزة ولبنان وسلوك إيران الإقليمي
في خطابه أمام الكنيست، كشف ترامب عن أولوياته في المنطقة، مؤكداً أن هناك ملفات عديدة مرتبطة بشكل مباشر بالحرب الأخيرة في غزة، وأشار إلى أن حزب الله اللبناني "تعرض للتدمير"، معلناً دعمه لجهود الرئيس اللبناني جوزيف عون في نزع سلاح الحزب.
وفيما يتعلق بإيران، أعلن ترامب أن يده ما تزال ممدودة لطهران رغم كل شيء، وأنها "ترغب في إبرام اتفاق". ووفقاً لمحللين، فإن الإدارة الأميركية لم تعد تركز على الملف النووي بنفس الدرجة السابقة، بل تضع الأولوية لتغيير سلوك إيران في المنطقة ودمجها في بنية أمنية إقليمية جديدة.
ويوضح موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية، أن واشنطن تتبع مقاربة مزدوجة تجمع بين الضغوط العسكرية والدبلوماسية، بهدف تحقيق "صفقة كبرى" تغير دور إيران الإقليمي.
مستقبل غزة بين السيطرة الإسرائيلية وموقف حماس
على صعيد الوضع في غزة، تشير التحليلات إلى أن إسرائيل تنتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب، حيث ستعتمد على الضربات الفورية للأهداف بدلاً من جمع المعلومات الاستخباراتية فقط، لضمان عدم إعادة بناء القدرات الصاروخية، وبحسب نديم قطيش، مدير عام سكاي نيوز عربية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يحتفظ بنسبة 15% من القطاع كمنطقة عازلة، مع الانسحاب من 40% أخرى.
في المقابل، أعلنت حركة حماس أنها لن تشارك في حكم غزة خلال المرحلة الانتقالية، مما يضع مصير القطاع أمام تحديات كبيرة، فإما أن تكتفي الحركة بوقف الحرب، أو تعيد حساباتها بما يخدم سكان القطاع.
تحديات داخلية واستحقاقات انتخابية قادمة
يرى المحلل السياسي عماد الدين أديب أن التحدي الأكبر الذي يواجه النظام الإيراني حالياً هو الداخل، مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أن أي نجاح يعتمد على مراجعة النظام لسياسته القائمة على "نشر الفكر الثوري".
وتزيد الاستحقاقات الانتخابية الهامة في عام 2026 من حالة عدم اليقين، حيث ستشهد المنطقة انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وانتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، وكلها ستؤثر على قدرة الأطراف على اتخاذ قرارات حاسمة.
ويجمع المحللون على أن وجود ترامب واهتمامه المباشر بالملفات كان سبباً رئيسياً في تحقيق وقف إطلاق النار، وأن المرحلة القادمة ستشهد مزيداً من التوازنات الدقيقة بين القوة العسكرية والدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط.